في اجواء احتفالية استضافت رابطة الكنائس المعمدانية في البلاد بين 21 و 24 من شهر ايلول المؤتمر السنوي لقادة مجامع الكنائس المعمدانية في اوروبا والشرق الأوسط بحضور 150 ممثل من دول اوروبية مختلفة ومن الولايات المتحدة.
بداية المؤتمر كانت بخدمة عبادة في الكنيسة المعمدانية في الناصرة بحضور الضيوف الأجانب وممثلين من الكنائس المحلية. بعد ان افتتح رئيس الرابطة الأخ منذر نعوم الخدمة بكلمة ترحيببية، اشترك الحضور بالترنيم باللغة العربية والأنكليزية ثم شارك بكلمة الرب عميد الطلبة في كلية الناصرة الأنجيلية للاهوت القس عازر عجاج والذي شبّه بين جدعون الذي ربح الحرب مع 300 مقاتل فقط مع المؤمنين المسيحيين العرب في البلاد الذين بالرغم من كونهم اقلية تعيش تحت ضغوطات لمئات السنين، الا ان الرب قادر ان يعطيهم النصرة ويشجعهم، ودعا القس عازر القادة المعمدانيين من اوروبا بالألتفاف حول المؤمنين في الأراضي المقدسة وتقديم العون لهم ليستمروا في خدمة الرب في موطنه.
يضم المجمع المعمداني في أوروبا والشرق الأوسط ممثلين من حوالي 50 دولة تمتد من شرق آسيا حيث دول الأتحاد السوفياتي سابقا، الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط – التي امتنع اعضائها من الحضور للمؤتمر لعدم تمكنهم من الحضور الى اسرائيل. الممثلون العرب الوحيدين الذين شاركوا هم القس منير قاقيش ممثل الكنائس الأنجيلية في فلسطين والأخ بدر منصور والقس عازر عجاج ممثلا الرابطة المعمدانية في اسرائيل التي تضم 16 كنيسة عربية. هذا المؤتمر يعقد في مدينة مختلفة كل عام وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر في البلاد، كون الرابطة المعمدانية من اصغر الروابط الأعضاء في المجمع الأوروبي ولكنها اثبتت انها قادرة على ترتيب مؤتمر بهذا الحجم.
ضم المؤتمر جلسات مغلقة لبحث امور تتعلق بالمجمع والعمل المشترك للكنائس المعمدانية. قام المشاركون ايضا خلال المؤتمر بالأستماع الى محاضرة عن عمل الرب بين اليهود المسيانيين والمسيحيين العرب من القس المسياني ايفان توماس والدكتور سليم منيّر، وكلاهما من خدمة “مصالحة”. المشاركون في المؤتمر وهم قادة في كنائسهم ومجامعهم أعربوا عن امتنانهم لهذه الفرصة للتعرف عن كثب على عمل الرب في البلاد وعن التحديات التي يواجهها كل من اليهود والعرب المؤمنين بالمسيح، وكيف تقوم خدمة مصالحة بوضع برامج للتقارب بين المؤمنين من اتباع المسيح في البلاد بالرغم من التحديات.
يوم الجمعة مساء كانت للمشاركين فرصة فريدة للتعرف على الخدام المحليين والعمل المعمداني في البلاد من خلال لقاء شركة ضم وجبة عشاء في ساحة المدرسة المعمدانية ضمت مشاوي على الطريقة المحلية. في نهاية العشاء قدم الضيوف للمضيفين كعكة بمناسبة احتفال المحليين بمائة عام على العمل المعمداني في الأراضي المقدسة. بعد هذا كان هناك لقاء لسماع بعض المشاركات عن الخدمات المعمدانية في البلاد ضمت حضور فيلم يروي تاريخ الخدمة المعمدانية في البلاد منذ 100 سنة، مشاركة من القس د. برايسون ارثور رئيس كلية الناصرة الأنجيلية للاهوت، مشاركة وفيلم من الأخ بطرس منصور مدير عام المدرسة المعمدانية في الناصرة، ومشاركة من الأخ سليم حنا ممثل المجمع الأنجيلي الذي شارك عن المساعي التي يقوم بها المجمع في البلاد للحصول على الأعتراف الرسمي في اسرائيل. في نهاية اللقاء قام السكرتير العام للمجمع الأوروبي القس طوني بيك والرئيس فاليريو جيليتشي بتقديم هدية رمزية للرابطة المعمدانية في اسرائيل استلمها رئيس الرابطة الأخ منذر نعوم ونائبه القس خالد دلة.
بينما كان المؤتمر في غالبيته جلسات عمل، كانت الفترات الصباحية تضم مشاركات وترنيم بمشاركة بعض الأخوة والأخوات المحليين من الناصرة ورام اللة. خلال المؤتمر قام المجمع الأوروبي بأصدار بيان بما يتعلق “بالربيع العربي” حيث شدد البيان على حق الشعوب العربية للحصول على الحرية، وشجع على النضال للحصول على هذه الحريات بطرق سلمية. ابدى البيان ايضا تعاطفا مع المسيحيين في الشرق الأوسط وشجعهم على البقاء في اوطانهم ليكونوا ملح الأرض ونور العالم. كما دعا البيان الى ايجاد حل سلمي للنزاع الأسرائيلي الفلسطيني في اقرب وقت. وقد افتتح البيان المذكور بتأمل من كلمة الرب يسوع في مجمع الناصرة: روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية (لوقا 4: 18)
في نهاية المؤتمر قام المجمع بتنصيب القس هانس جادريان من المانيا رئيسا له لمدة سنتين خلفا لفاليريو جيليتشي من مولدوفا. هذا وقام المسؤولون بتكريم بعض الأشخاص الذين قاموا بالتحضير للمؤتمر وبرز من بينهم القس عازر عجاج الذي قام بنجاح بالتنسيق والتحضير محليا للمؤتمر، بمعاونة مجموعة من المتطوعين المحليين.
مع نهاية الجلسات والتي عقدت في فندق بلازا، انطلق المؤتمرون في رحلة الى الشاطيء الشمالي من بحيرة طبريا ومن ثم تناول وجبة العشاء في مطعم تنورين على شاطيء البحيرة.
هذا وقام المشاركون في المؤتمر بزيارة بعض الكنائس في الناصرة، نتسيريت عيليت، يافة الناصرة، كفركنا والرامة للمشاركة بكلمة الرب فيها وتشجيع المؤمنين المحليين. البعض رجع الى بلاده بعد نهاية المؤتمر بينما شارك حوالي 30 شخصا برحلة سياحية لمدة 3 ايام في انحاء البلاد بالتعاون مع خدمة “العودة الى اورشليم”.